للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

متفاوتة الأشكال يتصوّر منها فيه صورة ارنب، ويسمّى ايضا «مرك لانجن» اي علامة الظبي لأنّ قوما شبّهوا المحو في وجهه بصورة ظبي؛ وقالوا في منازل القمر انّها بنات «برجابت» وإنّ القمر تزوّج بهنّ، ثمّ اولع من بينهنّ بروهني فآثرها عليهنّ، وحملت الغيرة اخواتها على شكايته الى ابيهنّ، فاجتهد عليه في التسوية بينهنّ ووعظه فلم ينجع فيه، وحينئذ لعنه حتى برص وجهه، وندم القمر على فعله فجاءه تائبا عن ذنبه فقال له برجابت: قولي واحد لا رجوع فيه ولكنّي استر فضيحتك من كلّ شهر نصفه، قال القمر: فالذنب السالف كيف ينمحي عنّي اثره؟ قال: بنصب صورة «لنك مهاديو» مخدوما لك، ففعل، وهو حجر «سومنات» و «سوم» هو القمر و «نات» الصاحب فهو «صاحب القمر» ، وقد قلعه الأمير محمود رضي الله عنه في سنة ستّ عشرة وأربع مائة للهجرة، وكسر اعلاه وحمله مع علاقه الذهبيّ المرصّع المكلّل الى مستقرّه بغزنين، فبعضه مطروح في ميدانها مع «جكر سوام» الصنم الشبهيّ المحمول من «تانيشر» ، وبعضه على باب جامعها يمسح به الأقدام من التراب ومن البلل؛ فأمّا لنك فهو صورة ذكر مهاديو، وسمعت في سببه: انّ رشا رآه عند امرأته فساء ظنّه به ودعا عليه بإعدام الذكر، فباينه وصار ممسوحا من ساعته، ثمّ اقام عند ذلك الرش علامات براءته وصحّحها بالحجج، حتى زال عن قلبه ما خامره وقال: فسأكافيك بأن أجعل صورة العضو الذي فارقك معظّما في الناس يتوسّل به ويتقرّب اليه؛ وذكر «براهمهر» في صنعته: بعد اختيار الحجر له سليما من المعايب ان يؤخذ الطول الذي يراد ان يعمل له، ويقسم اثلاثا، ويربّع الثلث الأسفل منه كأنّه مكعّب او اسطوانة مربّعة، ويثمّن الثلث الأوسط بإسقاط اركانه الأربعة، ويدوّر الثلث الأعلى ويلملم رأسه حتى يصير شبيها بالكمرة، وفي النصبة يجعل الثلث المربّع منه في بطن الأرض ويجعل للثلث المثمّن غلاف يسمّى «بند» مربّع من خارجه مطابق التربيع للذي دخل الأرض منه، ومثمّن الداخل مهندم في الثلث الأوسط البارز من الأرض، ويبقى المدوّر خارج الغلاف، ثمّ

<<  <   >  >>