يجب صفحهم «١» ان لم يجب خلافهم أنّهم كانوا يستدلّون على كون الكسوف بصبّ مقدار يسير من الماء مع مثله من الدهن في آنية واسعة مسطوحة الأسفل فى اليوم الثامن من الأيّام القمريّة، وتأمّل مواضع اجتماع الدهن وتفرّقه، فكانوا ينسبون أوّل الكسوف الى المجتمع وآخره الى موضع التفرّق، وحكى عن بعض أنّه كان يظنّ بسبب الكسوف أنّه اجتماع الكواكب المتحيّرة وأنّ بعضهم كان يستدلّ على كونه من كوائن المناحس التي هي الانقضاض والشهب والهالة والظلمة والعصوف والهدّة والزلزلة، قال وهذه الأشياء لا تكون دائما مع الكسوف ولا هي سبب كونه وإنّما تشاركه في طباع المنحسة، وطريقة العقل بمعزل عن هذه الخرافات؛ والرجل مع تحصيله على طباع قومه في خلط الماش بالدرماش والدرّ بالبعر فإنّه قال غير حاك «٢» عن أحد: ان هبت ريح شديدة وقت الكسوف كان الكسوف الذي يتلوه بعده بستّة أشهر، وإن انقضّ كوكب كان الكسوف التالي له بعد اثنى «٣» عشر شهرا، وإن اغبرّ الجوّ فبعده بثمانية عشر شهرا، وإن زلزلت الأرض فبعد أربعة وعشرين شهرا، وإن أظلم الهواء فبعده بثلاثين شهرا، وإن سقط برد فبعد ستّة وثلاثين شهرا، وأرى السكوت عن هذا جوابا، ولكنّي أقول أنّ ما في زيج الخوارزميّ من ألوان الكسوف وإن انتظم في الكلام فهو مخالف للعيان والذي عليه الهند منه أصحّ وأصوب وهو أنّ الكسوف القاصر عن نصف جرم القمر يكون دخانيّ اللون فإذا استتمّ نصفا حلك لونه وإذا زاد على النصف خالط حلوكته حمرة حتى إذا تمّ كان بعد ذلك أصفر فيه شقرة.