بمكان في العلو، وتزوّج بها «مهاديو» ، فلمّا خلا بها- ومن شأن «ديو» ان يطيل المباشرة ويبطئ الإنزال- فظنت النار للأمر وغارت خوفا أن يتولّد منهما نار مثلهما، فقصد بهما للتكدير والافساد، وحين رآها مهاديو عرق جبينه من شدّة الغيظ حتى سال على الأرض، فتشرّبته وحبلت منه بالمرّيخ وهو «اسكند» صاحب جيش ديو، وتناول «ردر» المفسد نطفة مهاديو ورمى بها، فتفرّقت في بطن الأرض وهي الرقيق الرخراخ، وأمّا النار فإنّها برصت وساخت من فرط الخجل والتشوير الى «پاتال» الأرض السفلى، ولمّا افتقدها ديو أقبلوا على طلبها والبحث عنها، فدلّتهم الضفدع عليها، وحين رأتهم فارقت مكانها واختفت في شجرة «أشوت» ودعت على الضفدع أن تكون ناقصة الصياح مبغّضة الى القلوب، ثمّ دلّتهم الببغاء على مكانها، فدعت عليها بانقلاب اللسان حتى يكون أصله نحو طرفه، وقال لها ديو: ان انقلب لسانك فكوني بالمآنس ناطقة وللطيّبات آكلة، وهربت النار من شجرة شوت الى شجرة «شمّى» ، فغمز بها الفيل، فدعت عليه أيضا بانقلاب اللسان، فقال له ديو: ان انقلب لسانك فكن مشاركا للإنس في مطاعمهم فطنا لكلامهم، ثمّ عثروا على النار فتلكّت «١» عن الكون معهم وهي برصاء، فأصلحوها وأزالوا برصها وأعادوها اليهم مكرّمة، جعلوها فيما بينهم وبين الناس واسطة تأخذ انصباءهم منهم وتوصلها اليهم.