والغرض فيما في جدول الترتيب في العظم والقوّة هو أنه ربّما اتّفق بين كوكبين تساو في الدلالة وتكافؤ في القوى وعدد الشهادة فحينئذ يقدّم منهما من له التقدمة في هذا الجدول ويقال اعظمهما هو أو اقواهما، وأمّا شهور الحبالى فتتمّة الجدول انهم يجعلون الشهر الثامن لطالع مسقط النطفة، ويزعمون ان الجنين فيه يأخذ لطائف الأغذية، فان استوفاها ثمّ ولد عاش وإن ولد قبل استيفائها مات بالنقصان، والشهر التاسع للقمر والعاشر للشمس، ولا يتجاوزونه في المكث فان اتّفق زعموا ان فيه آفة من الريح، فينظرون «١» في وقت مسقط النطفة المعلوم بالأخبار دون الاستخراج بالحساب الى احوال الكواكب وقواها ويحكمون في شهور نوبها بحسبها؛ وأمر الصداقة والعداوة عندهم قويّ جدّا كقوّة ربوبيّة البيت، وربّما استحالت في الوقت عن الطباع الأصلي، وسيجيء فيما بعد ذلك مثال لها ولسنيها، ولا خلاف بيننا وبينهم في البروج انّها اثنا عشر وفيما تليه الكواكب منها بالربوبيّة، وقد وضعنا في هذا الجدول ما يختصّ البروج التامة من الأحوال: