الأربع في القراءة نهج، فأمّا الأولى فهي ركبيذ فهو مركّب من نظم يسمى «رج» قطاع غير متساوية المقادير وركبيذ سمّى بها كأنّه جملة رج وفيه قرابين النار، ويقرأ بثلاثة أصناف من القراءة أحدها بالاستواء كالرسم في جميع المقروءات والثاني بالوقوف عند كلمة كلمة والثالث وهو أفضلها الموعود عليه جزيل الثواب أن يقرأ منه قطعة صغيرة بكلمات معلومة ويعاد عليها ويضاف شيء من غير المقروء إليها ثمّ يعاد على هذا المضاف وحده فيقرأ ويضاف إليه آخر ولا يزال يفعل ذلك فيتكرّر المقروء عند انتهائه؛ وأمّا «جزّربيذ» فنظمه مركّب من «كانري» ، واسمه مشتقّ منه أي جملة كانري، والفرق بينه وبين الأوّل أنّ هذا يمكن قراءته متّصلا ولا يمكن في الأوّل، وفيه ما في ذلك «١» من أعمال النار والقرابين، وسمعت في سبب انفصال «ركبيذ» عن الاتّصال في القراءة أنّ «جاكملك» كان عند معلّمه وللمعلّم رفيق من البراهمة أراد سفرا وسأله أن يوجّه إلى داره بمن يقيم الشروط على «هوم» أعني ناره ويحفظها عن الخمود أيّام غيبته، فكان المعلّم يوجّه إليها تلاميذه بالنوبة وجاءت نوبة جاكملك وكان حسن المنظر نظيف اللباس فلمّا أخذ فيما أرسل له بمحضر من امرأة الغائب كرهت زينته وفطن جاكملك لما أسرّت فلمّا فرغ وأخذ الماء بيده ليرشّه على رأس المرأة فإنّ ذلك قائم مقام النفث بعد الدعاء فالنفث عندهم مكروه منجّس، قالت المرأة: رشّه على تلك الأسطوانة ففعل واخضرّت الأسطوانة من ساعتها فندمت المرأة على ما فرط منها وجاءت إلى المعلم في اليوم الثاني تسأله توجيه الموجّه بالأمس وأبى جاكملك أن يذهب إلا في نوبته ولم ينجع فيه الالحاح ولم يحفل بغضب المعلّم لكنّه قال له: فارتجع منّي ما علّمتنيه، ولما قال ذلك أنسي ما كان يعلم فقصد الشمس وسألها أن تعلّمه «بيذ» ، قالت الشمس: كيف يمكن ذلك مع ما أنا فيه من دوام الحركة وعجزك عن مثلها! فتعلّق جاكملك بعجلة الشمس وأخذ في تعلّم بيذ منها واضطرّ إلى تقطيع القراءة لأجل الاضطراب في حركة العجلة؛ وأمّا «سام بيذ»