للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والسخط والحياة واليقظة (١) والفرح والضحك وغيرها من غير تشبيه لشيء من ذلك بصفات المربوبين المخلوقين، بل ينتهون فيها إلى ما قاله الله تعالى، وقاله رسوله - صلى الله عليه وسلم - من غير زيادة عليه ولا إضافة إليه، ولا تكييف له، ولا تشبيه، ولا تحريف ولا تبديل ولا تغيير، ولا إزالة للفظ الخبر عما تعرفه العرب وتضعه عليه بتأويل منكر، ويجرونه على الظاهر، ويكلون علمه إلى الله تعالى .. " (٢).

وقال حافظ المغرب ابن عبد البر (٣) رحمه الله تعالى: "أهل السنة مجمعون على الإقرار بالصفات الواردة كلها في القرآن والسنة، والإيمان بها وحملها على الحقيقة لا على المجاز إلا أنهم لا يكيفون شيئًا من ذلك، ولا يحدون فيه صفة محصورة، وأما أهل البدع والجهمية والمعتزلة كلها والخوارج، فكلهم ينكرها، ولا يحمل شيئًا منها على الحقيقة، ويزعمون أن من أقر بها مشبه، وهم عند من أثبتها نافون للمعبود، والحق فيما قاله القائلون بما نطق به كتاب الله، وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وهم أئمة الجماعة والحمد لله" (٤).


(١) هذه اللفظة لم ترد في نصوص الكتاب والسنة، والسلف دائمًا يتقيدون بما ورد في الكتاب والسنة.
(٢) عقيدة السلف أصحاب الحديث للصابوني (ص ٧٥ , ٧٦) ضمن مجموعة الرسائل الكمالية في التوحيد.
(٣) هو يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبد البر النمري القرطبي المالكي أبو عمر، من كبار حفاظ الحديث، يقال له حافظ المغرب، ولد بقرطبة سنة ٣٦٨ هـ، له مؤلفات عظيمة منها "التمهيد"، والاستيعاب، قال الذهبي: كان في أصول الديانة على مذهب السلف، ولم يدخل في علم الكلام، توفي سنة ٤٦٣ هـ.
وفيات الأعيان (٧/ ٦٦) وسير أعلام النبلاء (١٨/ ١٥٣) وطبقات الحفاظ للسيوطي (ص ٤٣١).
(٤) التمهيد (٧/ ١٤٥).

<<  <   >  >>