للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث العاشر رؤية الله سبحانه وتعالى في الجنة]

إن رؤية المؤمنين لربهم عز وجل بأبصارهم يوم القيامة ثابتة بالكتاب والسنة المتواترة، واتفق على القول بها جميع الصحابة والتابعين وأئمة الإسلام على تتابع القرون (١).

ورؤيته سبحانه وتعالى يوم القيامة هي أعلى مراتب نعيم الجنة وغاية مطلوبهم.

وقد قرر ابن رجب رحمه الله تعالى هذه المسألة واستدل لها بعدة أدلة من الكتاب والسنة فقال رحمه الله تعالى عند شرحه لحديث: "أنكم سترون ربكم ... " (٢) هذا الحديث نص في ثبوت رؤية المؤمنين لربهم في الآخرة كما دل على ذلك قوله تعالى: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (٢٢) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (٢٣)} (٣)، ومفهوم قوله في حق الكفار: {كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥)} (٤) قال الشافعي وغيره: لما حجب أعداءه بالسخط دل على أن أولياءه يرونه في الرضا.

والأحاديث في ذلك كثيرة جدًا، وقد ذكر البخاري بعضها في أواخر الصحيح في كتاب التوحيد.


(١) انظر: كتاب التوحيد لابن خزيمة (٢/ ٥٤٨) ومجموع الفتاوى (٢/ ٣٣٧).
(٢) تقدم تخريجه (ص ٢١٧).
(٣) سورة القيامة آية (٢٢، ٢٣).
(٤) سورة المطففين آية (١٥).

<<  <   >  >>