للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث التاسع بيانه فضل إرسال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -

يقول ابن رجب رحمه الله تعالى: "فليس لله نعمة أعظم من إرسال محمد - صلى الله عليه وسلم - يهدي إلى الحق وإلى صراط مستقيم" (١).

ويقول أيضًا: "وقوله تعالى: {وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} (٢)، إشارة إلى ما كان الناس عليه قبل إنزال هذا الكتاب من الضلال، فإن الله نظر حينئذ إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلّا بقايا من أهل الكتاب تمسّكوا بدينهم الذي لم يبدّل ولم يغيّر، وكانوا قليلًا جدًا، فأمّا عامة أهل الكتاب فكانوا قد بدّلوا كتبهم وغيّروها وحرّفوها وأدخلوا في دينهم ما ليس منه فضلّوا وأضلّوا، وأمّا غير أهل الكتاب فكانوا على ضلال مبين، فالأمّيون أهل شرك يعبدون الأوثان، والمجوس يعبدون النيران ويقولون بإلهين اثنين، وكذلك غيرهم من أهل الأرض منهم من كان يعبد النجوم، ومنهم من كان يعبد الشمس أو القمر، فهدى الله المؤمنين بإرسال محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى ما جاء به من الهدى والدين الحق، وأظهر الله دينه حتى بلغ مشارق الأرض ومغاربها، فظهرت فيه كلمة التوحيد والعمل بالعدل بعد أن كانت الأرض كلّها ممتلئة من الشرك والظلم، فالأمّيون هم العرب والآخرون الذين لم يلحقوا بهم هم أهل


(١) لطائف المعارف (ص ٨٤).
(٢) سورة الجمعة، آية (٢).

<<  <   >  >>