للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني معنى لا إله إلا الله]

بعد ما تبين لنا في المبحث الأول معنى الإله وأن المعنى الحق (للإله) هو المعبود والمطاع اذكر ما قاله ابن رجب رحمه الله في معنى لا إله إلا الله حيث قد بين معناها بيانًا شافيًا.

فقال رحمه الله تعالى: معنى لا إله إلا الله لا يؤله غيره حبًا ورجاءً وخوفًا وطاعة، فإذا تحقق القلب بالتوحيد التام لم يبق فيه محبة لغير ما يحبه الله، ولا كراهة لغير ما يكرهه ومن كان كذلك لم تنبعث جوارحه إلا بطاعة الله (١).

وقال أيضًا رحمه الله تعالى: فإن تحقق القلب بمعنى لا إله إلا الله وصدقه فيها وإخلاصه بها، يقتضي أن يرسخ فيه تأله الله وحده إجلالًا وهيبة ومخافة ومحبة ورجاء وتعظيمًا وتوكلًا ويمتلئ بذلك، وينتفي عنه تأله ما سواه من المخلوقين، ومتى كان كذلك لم يبق فيه محبة ولا إرادة ولا طلب لغير ما يريد الله ويحبه ويطلبه، وينتفى بذلك من القلب جميع أهواء النفوس وإراداتها ووسواس الشيطان (٢).

ويقول أيضًا: لا يصح تحقيق معنى قول لا إله إلا الله إلا لمن لم يكن في قلبه إصرار على محبة ما يكرهه الله، ولا على إرادة ما لا


(١) جامع العلوم والحكم (٣/ ١٦٨).
(٢) المصدر السابق (٢/ ١٤٦).

<<  <   >  >>