للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الأول الشرك وكلام ابن رجب عليه]

سوف يكون الحديث في هذا المبحث عن الشرك ومعناه اللغوي والإصطلاحي وبيان أقسامه باختصار مع بيان الأدلة على ذلك، مع ذكر كلام ابن رجب رحمه الله تعالى في هذا الموضوع الذي لا يمكن للإنسان أن يحذر منه ومن الوقوع فيه إلا إذا عرفه وعرف خطره، ولذا يجب على كل مسلم معرفته ليسلم منه وليكون على بينة من أمره حتى لا يقع فيه لأنه إذا لم يعرفه ربما يقع فيه وهو لا يدري ولذلك كان حذيفة رضي الله عنه يسأل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشر مخافة أن يقع فيه كما جاء في الصحيحين عنه رضي الله عنه أنه قال: "كان الصحابة يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني" (١).

وبسبب الجهل بالشرك وأنواعه نرى كثيرًا من المسلمين اليوم قد وقع فيه، فلا تكاد تجد بلدًا من بلاد المسلمين إلا وترى فيها تقديس القبور والنذر لها والذبح عندها والإستغاثة بأهلها وسؤالهم قضاء الحاجات وكشف الكربات إلى غير ذلك من الأمور التي لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجلّ ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وقد بيّن ابن رجب رحمه الله تعالى أنه لا سلامة للإنسان من عذاب الله تعالى إلا بالبُعد عن الشرك بأنواعه فقال: "فالقلب السليم هو


(١) أخرجه البخاري: كتاب الفتن (٨/ ٩٣) ومسلم: كتاب الإمارة (٣/ ١٤٧٥).

<<  <   >  >>