إن مما تدرك به مكانة الرجل، وتعرف به منزلته هو معرفة شيوخه وأساتذته الذين تلقى عنهم، وتأثر بهم، فإن للشيخ في نفس التلميذ من الأثر ما ليس لأحد غيره من الناس حتى والده.
وإن لقوة شخصية الأستاذ وقدرته العلمية لأكبر الأثر في بناء التلميذ ونضوج عقليته.
ونحن إذا عرفنا أساتذة الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى وشيوخه عرفنا أنه تلقى علومه جميعًا على أيدي كبار العلماء والأئمة في عصره.
ولقد كان لاشتغال ابن رجب رحمه الله تعالى في طلب العلم في سن مبكرة من عمره ورحلاته المتعددة إلى كثير من البلاد والأقطار التي أتاحت له الالتقاء بكثير من العلماء والأخذ عنهم أثرًا في كثرة أساتذته وشيوخه.
ولقد حاولت في هذه الدراسة استقاء جميع شيوخ ابن رجب رحمه الله الذين أخذ منهم وذلك بتتبع كتب التراجم التي تناولت عصر ابن رجب أو شخصيته بالإضافة إلى كتب ابن رجب التي يشير فيها إلى بعض أساتذته وشيوخه مثل كتاب الذيل على طبقات الحنابلة.
وهذا التتبع والاستقراء الذي استطعت فيه أن أحصر هذا العدد من شيوخ ابن رجب لم أسبق إليه فيما أعلم حسب علمي واطلاعي على