[المبحث الرابع بيانه أن العبادة لا تقبل إلا بشرطين]
ذكرت فيما سبق أن عبادة الله وحده لا شريك له هي الغاية التي من أجلها خلق الله الخلق، ولا تعرف العبادة إلا عن طريق الشرع فليس لأحد أن يعبد الله تبارك وتعالى إلا بما جاء في كتاب الله عز وجل وسنة رسوله - صلى الله عليه وسلم - مع حسن النية وصلاح القصد في العبادة وبهذا يتبين لنا أنه لابد لصحة أي عمل نريد أن نتقرب به إلى الله عز وجل من شرطين أساسين مجتمعين، إذا فقد شرط منهما فإن العمل يكون مردودًا على عامله وهذان الشرطان هما:
١ - أن يكون العمل خالصًا لوجه الله سبحانه وتعالى وحده دون سواه.
٢ - أن يكون العمل موافقًا لما شرعه الله تعالى في كتابه أو بينه رسولنا - صلى الله عليه وسلم - في سنته.
وقد بين ابن رجب رحمه الله تعالى هذين الشرطين في مواضع مختلفة من مؤلفاته، وبين أهميتها في كل عمل يتقرب به العبد إلى الله عز وجل.
من ذلك قوله رحمه الله تعالى: "الدين يرجع إلى فعل المأمورات وترك المحظورات والتوقف على الشبهات ... ، وإنما يتم ذلك بأمرين:
أحدهما: أن يكون العمل في ظاهره على موافقة السنة وهذا هو