للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الذي يتضمنه حديث عائشة: "من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد" (١).

الثاني: أن يكون العمل في باطنه يقصد به وجه الله عز وجل كما تضمنه حديث عمر "الأعمال بالنيات" (٢).

وقال الفضيل (٣) في قوله تعالى: {لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (٤) قال: أخلصه وأصوبه، وقال: إن العمل إذا كان خالصًا ولم يكن صوابًا لم يقبل، وإذا كان صوابًا، ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصًا وصوابًا، قال: والخالص إذا كان لله عز وجل، والصواب إذا كان على السنة.

وقد دل على هذا الذي قال الفضيل قوله عز وجل: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} ... (٥) (٦).

وقال رحمه الله تعالى: "فكما أن كل عمل لا يراد به الله تعالى فليس لعامله فيه ثواب، فكذلك كل عمل لا يكون عليه أمر الله ورسوله فهو مردود على عامله، وكل من أحدث في الدين ما لم يأذن به الله


(١) أخرجه البخاري: كتاب الصلح، باب إذا اصطلحوا على صلح جور، فالصلح مردود (٣/ ١٦٧) ومسلم: كتاب الأقضية، باب نقض الأحكام الباطلة، ورد محدثات الأمور (٣/ ١٣٤٣).
(٢) أخرجه البخاري: كتاب بدء الوحي، باب كيف بدأ الوحي (١/ ٢) ومسلم: كتاب الإمارة، باب قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمال بالنية" (٣/ ١٥١٥).
(٣) الفضيل بن عياض بن مسعود بن بشر التميمي الخراساني الإمام القدوة الثبت، قال النسائي وغيره: ثقة مأمون رجل صالح، توفي سنة (١٨٧). وفيات الأعيان (٤/ ٤٧) وتذكرة الحفاظ (١/ ٢٤٥) وشذرات الذهب (١/ ٣٦١).
(٤) سورة الملك آية (٢).
(٥) سورة الكهف آية (١١٠).
(٦) جامع العلوم والحكم (١/ ٢٦، ٢٧).

<<  <   >  >>