للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المبحث الخامس بيانه أن سورة الإخلاص فيها صفة الرحمن]

يقول ابن رجب رحمه الله تعالى: فهذه السورة هي نسب الرحمن وصفته، وهي التي أنزلها الله في نفي ما أضاف إليه المبطلون من تمثيل، وتجسيم، وإثبات أصل وفرع، فدخل فيها ما يقوله من يقوله من المشركين، والصابئة (١) وأهل الكتاب ومن دخل فيهم من منافقي هذه الأمة من تولد الملائكة أو العقول، أو النفوس أو بعض الأنبياء، أو غير الأنبياء ودخل فيها ما يقوله من يقوله من المشركين وأهل الكتاب من تولده عن غيره كالذين قالوا في المسيح أنه الله، والذين يقولون في الدجال: أنه الله، والذين يقولون ذلك في علي وغيره.

ودخل ما يقوله من يقول من المشركين وأهل الكتاب من إثبات كفو له في شيء من الأشياء، مثل من يجعل له بتشبيهه، أو تجسيمه كفوًا له، أو يجعل له بعبادة غيره كفوًا، أو يجعل له بإضافة بعض خلقه إلى غيره


(١) الصابئة: الصابئ في اللغة هو التارك لدينه الذي شرع له إلى دين غيره. والصابئة: أمة كبيرة، وهم القوم الذين بعث فيهم إبراهيم عليه السلام، هم أهل دعوته، وكانوا بحران، فهي دار الصابئة وهم على قسمين: صابئة حنفاء، وصابئة مشركين والمشركون منهم هم الذين يعبدون الكواكب والبروج ويعظمونها ويصورونها في هياكلهم.
اعتقادات فرق المسلمين والمشركين (٩٠) والملل والنحل (٢/ ٥) وإغاثة اللهفان (٢/ ٢٤٥).

<<  <   >  >>