للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كفوًا، فلا كفو له في شيء من صفاته، ولا في ربوبيته ولا في آلهيته.

فتضمنت هذه السورة تنزيهه، وتقدسيه، عن الأصول والفروع، والنظراء، والأمثال (١).

ويقول أيضًا رحمه الله تعالى: فقد تضمنت هذه السورة العظيمة إثبات صفات الكمال، ونفي النقائص، والعيوب من خصائص المخلوقين من التولد والمماثلة (٢).

ويقول أيضًا رحمه الله تعالى: فهذه السورة تتضمن انفراده ووحدانيته وأنه منقطع النظير، وأنه إنما نزه عن أن يكون من أجناس المخلوقات، لأن أفراد كل جنس من هذه الأجناس متكافئة متماثلة، فالذهب يكافىء الذهب والإنسان يكافىء الإنسان ويزاوجه، ولهذا قال تعالى: {وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ} (٣).

فما من مخلوق إلا وله كفو، هو زوجه، ونظيره، وعدله، ومثيله فلو كان الحق من جنس شيء من هذه الأجناس، لكان له كفو وعدل، وقد علم انتفاؤه بالشرع والعقل (٤).

وقد بيّن ابن رجب رحمه الله تعالى معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "قل هو الله أحد" تعدل ثلث القرآن لمن صلى بها (٥) فقال: ويستدل به على أن المراد بكونها تعدل ثلث القرآن أجره وثوابه، كما يستدل بحديث أبي الدرداء (٦)


(١) تفسير سورة الإخلاص (ص ١٠٠، ١٠١).
(٢) المصدر السابق (ص ٩٧).
(٣) سورة الذاريات آية (٤٩).
(٤) تفسير سورة الإخلاص (ص ١٠٠).
(٥) أخرجه النسائي في عمل اليوم والليلة (ص ٤٢٨).
(٦) سيأتي لفظه وتخريجه (ص ٢٢٨).

<<  <   >  >>