للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كلامه وإن كان قد رد عليه في بعض المسائل، وكان ابن عقيل بارعًا في الكلام، ولم يكن تام الخبرة بالحديث والآثار، فلهذا يضطرب في هذا الباب وتتلون فيه آراؤه، وأبو الفرج تابع له في هذا التلون" (١).

ومراد ابن رجب أن ابن الجوزي يتبع ابن عقيل في آرائه، لأن ابن عقيل ليس هو شيخه المباشر، فابن الجوزي ولد قبل وفاة ابن عقيل بسنة.

[٢ - مذهبه]

وأما مذهبه فهو على مذهب الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى لأن البيئة التي عاش فيها والعلماء الذين تلقى العلم عنهم من علماء الحنابلة.

وقد كانت له يد مشكورة في المذهب الحنبلي حيث ألف فيه كتابه "القواعد الفقهية" سلك فيه مسلك أهل الترجيح والاختيار في المذهب وقد كان هذا الكتاب مرجعا لمن جاء بعده من العلماء، إضافة إلى أنه ألف كتابًا ترجم فيه لعلماء الحنابلة وهو ذيل على طبقات الحنابلة الذي ألفه العلامة ابن أبي يعلى (٢) رحمه الله تعالى، ومع ذلك فكون ابن رجب رحمه الله تعالى درس المذهب الحنبلي وتعلم المسائل منه إلا أن ذلك لم يحمله على التعصب المذموم الذي حدا ببعض من ينتسب إلى العلم إلى تقديم المذهب على سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولم يكن رحمه الله تعالى يندد بغيره على حين أنه حين استوت له المعرفة، وبلغ مرحلة النضج كان


(١) الذيل على طبقات الحنابلة (١/ ٤١٤).
(٢) الإمام العلامة أبو الحسين محمد بن محمد بن الحسين الفراء القاضي أبو يعلى البغدادي الحنبلي له ردود على الأشعرية والكرامية وغيرهم، ومن مؤلفاته: "طبقات الحنابلة" توفي سنة ٥٢٦ هـ.
ذيل طبقات الحنابلة (١/ ١٧٦) والمنهج الأحمد (٢/ ٢٧٥)، وشذرات الذهب (٤/ ٧٩).

<<  <   >  >>