من أصول أهل السنة والجماعة التي يجب الإيمان بها الإيمان بعذاب القبر ونعيمه وكونه حفرة من حفر النار أو روضة من رياض الجنة، فمن نجا من عذاب القبر فما بعده أيسر منه، ومن لم ينج منه فما بعده أشر منه لقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن القبر أول منازل الآخرة، فإن نجا منه فما بعده أيسر منه، وإن لم ينج فما بعده أشر منه"(١).
أعاذنا الله من فتنة القبر وعذابه.
وقد دلت الآيات في كتاب الله سبحانه وتعالى والأحاديث الصحيحة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على إثبات عذاب القبر ونعيمه، وسيأتي ذكر هذه الأدلة في معرض كلام ابن رجب رحمه الله تعالى حيث أنه قد ذكر هذه المسألة وما يدلّ على ثبوتها من أدلة الكتاب والسنة.
فقد جعل رحمه الله تعالى: الباب الأول من كتابه أهوال القبور في ذكر حال الميت عند نزوله القبر وسؤال الملائكة له، وما يفسح له في قبره أو يضيق عليه، وما يرى من منزله في الجنة أو النار.
والباب الخامس في عرض منازل أهل القبور عليهم من الجنة أو النار بكرة وعشيًا.
(١) أخرجه الترمذي: كتاب الزهد (٤/ ٥٥٣) وقال: هذا حديث حسن غريب وابن ماجه: كتاب الزهد، باب ذكر القبر والبلى (٢/ ١٤٢٦) والحاكم (٤/ ٣٣٠) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ووافقه الذهبي.