إن المتتبّع لآيات القرآن الكريم وأحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يجد أن اسم الإيمان تارة يذكر مفردًا غير مقرون باسم الإسلام، وتارة يذكر مقرونًا به، وكذلك اسم الإسلام تارة يذكر مفردًا غير مقرون باسم الإيمان، وتارة يذكر مقرونًا به، وبالتالي فإنهما أحيانًا يكونان بمعنى واحد فهما مترادفان، وأحيانًا يراد من أحدهما معنى مغاير لمعنى الآخر، فهما متغايران.
ويمكن حصر ذلك في الأقسام التالية:
١ - وردت آيات في القرآن الكريم وأحاديث في سنّة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - تدلّ على أن الإسلام هو الأعمال الظاهرة، والإيمان هو الأعمال الباطنة.
ومن أمثلة ذلك قوله تعالى:{قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ}(١).
ومنها حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه المشهور بحديث جبريل، وفيه قال جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: "أخبرني عن الإسلام، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلَّا الله وأنَّ محمدًا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت إن استطعت إليه