[المبحث التاسع رده على المخالفين لمذهب السلف من المعطلة والمشبهة]
بينت فيما سبق مذهب السلف الصالح رحمهم الله تعالى، وهو ما درج عليه الصحابة رضي الله عنهم والتابعون من بعدهم إلا أن هناك طوائف وفرقًا نبتت ونشأت على خلاف هذا المنهج القويم والطريق السليم وهو منهج أهل السنة والجماعة، وهذه الفرق منها من أفرط في النفي حتى شبهوه سبحانه وتعالى بالعدم وهم المعطلة، والبعض الآخر منها بالغوا في الإثبات حتى شبهوه عز وجلّ بالمخلوقات وهم المشبهة.
قال أبو حنيفة رحمه الله تعالى:"أتانا من المشرق رأيان خبيثان جهم معطل ومقاتل مشبه"(١).
وهذان المذهبان -أعني مذهب المعطلة والمشبهة- كل مذهب منهما يضم فرقًا وطوائف.
فأما المعطلة فإنهم انقسموا إلى ثلاثة أقسام:
فمنهم من جحد الأسماء وأنكر الصفات وهم الجهمية.
ومنهم من أثبت الأسماء وأنكر الصفات، وهم المعتزلة.
ومنهم من أثبت الأسماء، وفرق بين الصفات، فأثبت البعض، وأنكر الآخر، وهم الأشاعرة ومن نحا نحوهم.