للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني الإيمان بالكتب]

إن الإيمان بالكتب التي أنزلها الله عزّ وجلّ على أنبيائه ورسله ركن من أركان الإيمان الستّة، وقد دلّت آيات كثيرة على أن الله سبحانه وتعالى أنزل القرآن على نبيّنا محمد - صلى الله عليه وسلم -، كما أشارت إلى إنزال الكتب السابقة قبله على من سبقه من الأنبياء والمرسلين، قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (٢٣)} (١).

وقال تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ لِلنَّاسِ بِالْحَقِّ فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٤١)} (٢).

وقال تعالى: {أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى. . .} (٣).

هذه الآيات تدلّ على وجوب الإيمان بالكتب السماوية المنزلة من عند الله، ووجوب التصديق بها والعمل بمقتضى ما كلفنا به منها.

وقد مدح الله عزّ وجلّ من آمن بها جميعًا، وجعل لهم الهداية


(١) سورة الزمر، آية (٢٣).
(٢) سورة الزمر، آية (٤١).
(٣) سورة الزمر، آية (٧١).

<<  <   >  >>