للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والفلاح؛ كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ (٤) أُولَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (٥)} (١)، والقرآن الكريم هو كلام الله عزّ وجلّ المعجز المنزل على النبيّ - صلى الله عليه وسلم -.

وقد أشار ابن رجب رحمه الله تعالى إلى وصف القرآن الكريم، وأنه أعظم الكتب السماوية، فقال: "وقوله تعالى: {يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ} (٢)، يعني يتلو عليهم ما أنزل الله عليه من آياته المتلوّه وهو القرآن وهو أعظم الكتب السماوية، وقد تضمّن من العلوم والحكم والمواعظ والقصص والترغيب والترهيب وذكر أخبار من سبق وأخبار ما يأتي من البعث والنشور والجنّة والنار ما لم يشتمل عليه كتاب غيره، حتى قال بعض الحكماء: لو أن هذا الكتاب وجد مكتوبًا في مصحف في فلاة من الأرض ولم يعلم من وضعه هناك لشهدت العقول السليمة أنه منزل من عند الله وأن البشر لا قدرة لهم على تأليف ذلك، فكيف إذا جاء على يدي أصدق الخلق وأبرّهم وأتقاهم، وقال: إنه كلام الله وتحدّى الخلق كلّهم أن يأتوا بسورة مثله فعجزوا فيه، فكيف يبقى مع هذا شك؛ ولهذا قال تعالى: {ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} (٣).

وقال تعالى: {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ} (٤)، فلو لم يكن من المعجزات الدالّة على صدقه غير هذا الكتاب لكفاه، فكيف وله من المعجزات الأرضية والسماوية ما لا يحصى" (٥).


(١) سورة البقرة، آية (٤، ٥).
(٢) سورة الجمعة، آية (٢).
(٣) سورة البقرة، آية (٢).
(٤) سورة العنكبوت، آية (٥١).
(٥) لطائف المعارف (ص ٨٥).

<<  <   >  >>