المبحث الثاني معنى الإيمان بالقضاء والقدر والأدلّة على ذلك
الإيمان بالقضاء والقدر أصل من أصول أهل السنة والجماعة وركن من أركان الإيمان الستة التي لا يتمّ الإيمان إلّا بها وهي الواردة في حديث جبريل الذي رواه مسلم وغيره، وفيه أن الإيمان هو:"أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشرّه"(١).
ومعنى الإيمان بالقدر هو التصديق الجازم بأن كل خير وشرّ فهو بقضاء الله وقدره، وأنه تعالى الفعّال لما يريد، لا يكون شيء إلّا بإرادته ولا يخرج شيء عن مشيئته، وإن كل أمر مخطوط في اللّوح المحفوظ، وأنه تعالى خالق أفعال العباد، وعالم بجميع أحوالهم من الطاعات والمعاصي والأرزاق والآجال، وأنه سبحانه وتعالى يهدي من يشاء برحمته ويضلّ من يشاء بحكمته، لا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون.
والإيمان بالقدر من الإيمان بالأمور الغيبية التي يجب على المسلم الإيمان بها.
والإيمان بالقدر سعادة في الدنيا والآخرة، لأن العبد إذا علم أنه لن يصيبه إلّا ما كتب الله له، وأن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه اطمأنّ قلبه وتعلّق بربه وصرف أمره إليه هذا مع ما في