[المطلب الرابع الجمع بين أحاديث تدل على أنه يحرم على النار من قال لا إله إلا الله، وأخرى تدل على أنه يخرج من النار من قال لا إله إلا الله]
سبق في المبحث السابق بيان فضائل كلمة التوحيد لا إله إلا الله والتي دلت عليها الأحاديث الكثيرة الواردة عن المصطفى - صلى الله عليه وسلم - إلا أن بعض هذه الأحاديث ظاهرها التعارض في مدلولاتها وهي كما يلي:
١ - أحاديث تدل على أن من أتى بالشهادتين يحرم على النار ومنها حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه قال عند موته: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله حرم الله عليه النار"(١).
فيؤخذ من هذا الحديث وما جاء في معناه من الأحاديث أن الله حرم على النار من قال: لا إله إلا الله".
٢ - أحاديث تدل على أنه من قال: لا إله إلا الله يخرج من النار ومنها حديث أنس رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: "يخرج من النار من قال: لا إله إلا الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير، ويخرج من النار
(١) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعًا (١/ ٥٨).