للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لا عدوى ولا هامة ولا نوء ولا صفر" (١)، وهذا يدلّ على أن المراد نفي تأثير هذه الأسباب بنفسها من غير اعتقاد أنها بتقدير الله وقضائه، فمن أضاف شيئًا من النعم إلى غير الله مع اعتقاد أنه ليس من الله فهو مشرك حقيقة. ومع اعتقاد أنه من الله فهو نوع من الشرك الخفي (٢).

[٤ - معنى قوله - صلى الله عليه وسلم -: "لا عدوى ولا طيرة والشؤم في ثلاث"]

جاءت بعض الأحاديث التي ظنّ بعض الناس أنها تدلّ على جواز الطيرة، ومن ذلك حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "لا عدوى ولا طيرة والشؤم في ثلاث: في المرأة والدابّة والدار" (٣)، وفي رواية عند مسلم: "إن كان الشؤم في شيء ففي الفرس والمسكن والمرأة" (٤).

وقد ورد هذا الحديث عن عدد من الصحابة وبألفاظ مختلفة، فقد رواه عبد الله بن عمر وأبو هريرة وسهل بن سعد وجابر وغيرهم.

وقد تكلّم العلماء رحمهم الله تعالى على هذا الحديث وأجابوا عنه بعدّة أجوبة:

١ - فقال بعضهم: هذا مستثنى من الطيرة المنهي عنها، فإذا كره


(١) تقدم تخريجه (ص ٤٨٢).
(٢) لطائف المعارف (ص ٧٠، ٧١).
(٣) أخرجه البخاري: كتاب الطب - باب الطيرة (٧/ ٢٧)، ومسلم: كتاب السلام - باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم (٤/ ١٧٤٧).
(٤) صحيح مسلم: كتاب السلام - باب الطيرة والفأل، وما يكون فيه من الشؤم (٤/ ١٧٤٧).

<<  <   >  >>