للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على أنها جزء التوحيد من القرآن، وأنه ثلاثة أجزاء: توحيد وتشريع وقصص (١).

فهذه السورة العظيمة هي صفة الرحمن سبحانه وتعالى وكل سور القرآن هي صفة الرحمن سبحانه وتعالى لأنها كلامه عزّ وجلّ، وكلامه من صفاته تبارك وتعالى ولكن هذه السورة تميزت بأنها خالصة لذكر أوصاف الرحمن جلّ جلاله (٢).

وقد بيّن ابن رجب رحمه الله تعالى فضائل هذه السورة العظيمة فقال: أما فضائلها فكثيرة جدًا:

منها: أنها صفة الرحمن، وفي صحيح البخاري ومسلم من حديث عائشة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث رجلًا على سرية فكان يقرأ لأصحابه في صلاتهم فيختم بـ (قل هو الله أحد) فلما رجعوا ذكروا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: "سلوه: لأي شيء يصنع ذلك؟ فسألوه، فقال: لأنها صفة الرحمن، وأنا أحب أن أقرأ بها، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: أخبروه أن الله يحبه" (٣).

ومنها: أن حبها يوجب محبة الله، لهذا الحديث المذكور آنفًا، ومنه قول ابن مسعود: "من كان يحب القرآن فهو يحب الله" (٤).


(١) تفسير سورة الإخلاص (ص ٨٠).
(٢) انظر: شرح كتاب التوحيد من صحيح البخاري لفضيلة الشيخ عبد الله الغنيمان (ص ٦١).
(٣) أخرجه البخاري: كتاب التوحيد، باب ما جاء في دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته إلى توحيد الله تبارك وتعالى (٨/ ١٦٣) ومسلم: كتاب صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل قراءة {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} (١/ ٥٥٧).
(٤) أخرجه الطبراني في الكبير (٩/ ١٤٢).

<<  <   >  >>