للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فارس والرّوم، فكانت فارس مجوسًا والروم نصارى، فهدى الله جميع هؤلاء برسالة محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى التوحيد ... لمن حصل له نصيب من دين الإسلام فقد حصل له الفضل العظيم، وقد عظمت عليه نعمة الله فما أحوجه إلى القيام بشكر هذه النعمة وسؤاله دوامها والثبات عليها إلى الممات والموت عليها ... " (١).

وقال رحمه الله تعالى أيضًا: " ... فإن أعظم نعمة الله على هذه الأمّة إظهار محمد - صلى الله عليه وسلم - لهم وبعثته وإرساله إليهم؛ كما قال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} (٢)، فإن النعمة على الأمة بإرساله أعظم من النعمة بإيجاد السماء والأرض والشمس والقمر والرياح والليل والنهار وإنزال المطر وإخراج النبات وغير ذلك، فإن هذه النعم كلها قد عمّت خلقًا من بني آدم كفروا بالله ورسله وبلقائه فبدّلوا نعمة الله كفرًا.

فأمّا النعمة بإرسال محمد - صلى الله عليه وسلم - فإن بها تمّت مصالح الدنيا والآخرة وكمل بسببها دين الله الذي رضيه لعباده، وكان قبوله سبب سعادتهم في دنياهم وآخرتهم" (٣).


(١) لطائف المعارف (ص ٨٦).
(٢) سوره آل عمران، آية (١٦٤).
(٣) لطائف المعارف (ص ٩٨).

<<  <   >  >>