للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقد أجمع على ذلك السلف الصالح من الصحابة والتابعين لهم بإحسان من الأئمة واتباعهم (١).

وقال رحمه الله تعالى أيضًا: " ... واتفق السلف الصالح على تلقي هذا الحديث بالقبول والتصديق قال يزيد بن هارون (٢): من كذَّب بهذا الحديث فهو بريء من الله ورسوله".

وقال وكيع: "من رد هذا الحديث فاحسبوه من الجهمية ... " (٣).

وقال رحمه الله تعالى أيضًا: "وأعظم عذاب أهل النار حجابهم عن الله عز وجل وإبعادهم عنه وإعراضه عنهم وسخطه عليهم كما أن رضوان الله على أهل الجنة أفضل من كل نعيم الجنة، وتجليه لهم ورؤيتهم إياه أعظم من جميع أنواع نعيم الجنة قال الله تعالى: {كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (١٤) كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (١٥) ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ (١٦) ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (١٧)} (٤) فذكر الله تعالى ثلاثة أنواع من العذاب حجابهم عنه، ثم صليهم الجحيم، ثم توبيخه بتكذيبهم به في الدنيا، ووصفهم بالران على قلوبهم، وهو صدأ الذنوب الذي سود قلوبهم فلم يصل إليها بعد ذلك في الدنيا، من معرفة الله ولا من إجلاله ومهابته وخشيته ومحبته فكما حجبت قلوبهم في الدنيا عن الله


(١) فتح الباري (٣/ ١٣٣).
(٢) يزيد بن هارون بن زاذي السلمي أبو خالد الواسطي الإمام الحافظ قال أحمد بن حنبل: كان يزيد حافظًا متقنًا.
وقال ابن أبي حاتم: يزيد ثقة إمام، لا يسأل عن مثله، توفي سنة ٢٠٦ هـ.
الجرح والتعديل (٩/ ٢٩٥) تاريخ بغداد (١٤/ ٣٣٧) وسير أعلام النبلاء (٩/ ٣٥٨).
(٣) فتح الباري (٣/ ١٣٤).
(٤) سورة المطففين آية (١٤ - ١٧).

<<  <   >  >>