للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا (١١١)} (١).

قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية: وقوله: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا} لما أثبت تعالى لنفسه الكريمة الأسماء الحسنى نزه نفسه عن النقائص فقال: {وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَدًا وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ} بل هو الله الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} أي ليس بذليل فيحتاج إلى أن يكون له ولي أو وزير أو مشير بل هو تعالى خالق الأشياء وحده لا شريك له ومدبرها ومقدرها بمشيئته وحده لا شريك له. قال مجاهد في قوله: {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ} لم يحالف أحدًا ولم يبتغ نصر أحد {وَكَبِّرْهُ تَكْبِيرًا} أي عظمه وأجله عما يقول الظالمون المعتدون علوًا كبيرًا (٢).

والآيات في هذا المعنى كثيرة، وكلها دالة على أن الله سبحانه وتعالى له الأسماء الحسنى والصفات العلى، وله الكمال المطلق في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله لا شريك له.

وأما الأحاديث التي وردت في إثبات أسماء الرب الحسنى وصفاته العلى فهي كثيرة جدًا لا تقل عن أحاديث الصلاة والصوم والحج والجهاد وغير ذلك من مسائل الأحكام.

ومنها: حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يدعو من الليل: اللهم لك الحمد أنت رب السماوات والأرض لك الحمد أنت قيم السماوات والأرض، ومن فيهن، لك الحمد، أنت نور السماوات والأرض، قولك الحق ووعدك الحق ولقاؤك حق والجنة حق،


(١) سورة الإسراء آية (١١١).
(٢) تفسير ابن كثير (٣/ ٦٩).

<<  <   >  >>