للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مثل الحياة والعلم والقدرة والسمع، والبصر والكلام وغيرها والإضافة توضح المقصود وتبينه.

فإذا قلنا: حياة الله، وقدرة الله وكلام الله ونحو ذلك فهذا كله يوصف به الله تبارك وتعالى كما يليق بجلاله وكماله، ولا يماثل صفات المخلوقين.

وإذا قلنا: علم العبد، وقدرة العبد، وكلام العبد، فهذا كله مخلوق يناسب ضعف العبد وعجزه.

وهذا كله قد أوضحه ابن رجب رحمه الله تعالى وبينه في كلامه السابق، وهو ما عليه سلف هذه الأمة وأئمتها رحمهم الله تعالى.

يقول الإمام البغوي رحمه الله تعالى مبينًا ذلك: وأسماء الله تعالى لا تشبه أسماء العباد، لأن أفعال الله تعالى مشتقة من أسمائه، وأسماء العباد مشتقة من أفعالهم، قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يقول الله سبحانه وتعالى: أنا الرحمن، خلقت الرحم واشتققت لها من اسمي" (١).

فبيّن أن أفعاله مشتقة من أسمائه، فلا يجوز أن يحدث له اسم بحدوث فعله، ولا يعتقد في صفات الله تعالى أنها هو ولا غيره، بل هي صفات له أزلية، لم يزل جلّ ذكره، ولا يزال موصوفًا بما وصف به نفسه، ولا يبلغ الواصفون كنه عظمته، هو الأول والآخر، والظاهر، والباطن، وهو بكل شيء عليم (٢).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: وإذا كان من


(١) أخرجه أحمد (٣/ ١٣٩) وقال أحمد شاكر إسناده صحيح، وأبو داود: كتاب الزكاة، باب في صلة الرحم (٢/ ٣٢٢)، والترمذي: كتاب البر، باب في قطيعة الرحم (٤/ ٣١٥) وقال: حديث صحيح.
(٢) شرح السنة (١/ ١٧٩، ١٨٠).

<<  <   >  >>