للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجويني (١) فذكر العرش وقال: كان الله ولا عرش ونحو ذلك، وقام إليه الشيخ أبو جعفر فقال: يا شيخ دعنا من ذكر العرش -يعني لأن ذلك إنما جاء في السمع- وأخبرنا عن هذه الضرورة التي نجدها في قلوبنا، فإنه ما قال عارف قط يا الله إلا وجد من قلبه ضرورة لطلب العلو لا يتلفت يمنة ولا يسرة، قال: فضرب أبو المعالي على رأسه وقال: حيرني الهمداني، حيرني الهمداني.

فأخبر هذا الشيخ عن كل من عرف الله تعالى أنه يجد في قلبه حركة ضرورية إلى العلو إذا قال يا الله.

وهذا يقتضي أن في فطرتهم وخلقتهم العلم بأن الله فوق (٢).

هذه بعض الأدلة (٣) التي تدل على إثبات هذه الصفة العظيمة لله تبارك وتعالى وهي صفة العلو ذكرتها بمناسبة الجمع بين صفة المعية


(١) هو عبد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني، إمام الحرمين أبو المعالي، أحد الأعلام، شافعي المذهب، له مؤلفات كثيرة منها: الإرشاد في أصول الدين، والشامل في أصول الدين.
كان من أئمة الأشاعرة، ولكنه رجع إلى مذهب السلف في آخر حياته، توفي سنة ٤٧٨ هـ.
تبيين كذب المفتري (ص ٢٧٨) وطبقات الشافعية للسبكي (٥/ ١٦٥) والعبر (٢/ ٣٣٩) وشذرات الذهب (٣/ ٣٥٨).
(٢) انظر: مجموع الفتاوى (٤/ ٦١) والعلو للذهبي (ص ١٨٨) وشرح العقيدة الطحاوية (ص ٣٢٥).
(٣) من أراد مزيدًا من الأدلة والإيضاح في هذه الصفة فليراجع:
أ - مجموع الفتاوى (٥/ ١٣٦) وما بعدها.
ب - اجتماع الجيوش الإسلامية على غزو المعطلة والجهمية لابن القيم.
جـ - إثبات صفة العلو لابن قدامة.
د - العلو للعلي الغفار للذهبي.

<<  <   >  >>