للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الآجري (١) رحمه الله تعالى: باب الإيمان والتصديق بأن الله عزّ وجلّ ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة، ثم قال: الإيمان بهذا واجب، ولا يسع المسلم العاقل أن يقول: كيف ينزل؟ ولا يرد هذا إلا المعتزلة وأما أهل الحق فيقولون: الإيمان به واجب بلا كيف لأن الأخبار قد صحت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن الله عزّ وجلّ ينزل إلى سماء الدنيا كل ليلة، والذين نقلوا إلينا هذه الأخبار، هم الذين نقلوا إلينا الأحكام من الحلال والحرام، وعلم الصلاة والزكاة والصيام والحج والجهاد، وكما قبل العلماء منهم ذلك، كذلك قبلوا منهم هذه السنن، وقالوا: من ردها فهو ضال خبيث يحذرونه ويحذرون منه (٢).

وقال ابن خزيمة رحمه الله تعالى عند ذكره لأحاديث النزول نشهد شهادة مقر بلسانه مصدق بقلبه مستيقن بما في هذه الأخبار من ذكر نزول الرب من غير أن نصف الكيفية، لأن المصطفى لم يصف لنا كيفية نزول خالقنا إلى سماء الدنيا وأعلمنا أنه ينزل، والله جلّ وعلّا لم يترك، ولا نبيه عليه السلام بيان ما بالمسلمين الحاجة إليه من أمر دينهم، فنحن قائلون مصدقون بما في هذه الأخبار من ذكر النزول غير متكلفين القول بصفته أو بصفة الكيفية، إذ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يصف كيفية النزول، وفي هذه الأخبار ما بان وثبت وصح أن الله جلّ وعلّا فوق سماء الدنيا الذي أخبرنا نبينا - صلى الله عليه وسلم - أنه ينزل إليه إذ محال في لغة العرب أن يقول: نزل من أسفل إلى أعلى ومفهوم في الخطاب أن النزول من أعلى إلى أسفل (٣).


(١) أبو بكر محمد بن الحسين بن عبد الله الآجري، قال الذهبي: كان عالمًا عاملًا صاحب سنة واتباع، له مصنفات كثيرة منها: كتاب الشريعة وأخلاق العلماء، توفي سنة ٣٦٠ هـ.
تاريخ بغداد (٢/ ٢٤٣) وتذكرة الحفاظ (٣/ ٩٣٦).
(٢) الشريعة للآجري (ص ٣٠٦).
(٣) التوحيد لابن خزيمة (١/ ٢٨٩، ٢٩٠).

<<  <   >  >>