للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأفعال التي يستعظمها كل من سمع بها. . . ومنها خروج الفرنج لعنهم الله من الغرب إلى الشام وقصدهم ديار مصر، وملكهم ثغر دمياط منها، وأشرفت ديار مصر والشام وغيرها على أن يملكوها لولا لطف الله تعالى ونصره عليهم" (١).

وقد استمر زحف التتار على بلاد المسلمين وتخريبهم لها فأثاروا الرعب في قلوب الناس بما قاموا به من أعمال التخريب والتدمير والقتل يقول ابن كثير وهو يصف الحال: "ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشباب ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش، وقُنِي الوسخ، وكمنوا كذلك أيامًا لا يظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب ففتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة فإنا لله وإنا إليه راجعون. وكذلك المساجد والجوامع، والربط، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضى (٢) وطائفة من التجار أخذوا لهم أمانًا، بذلوا عليه أموالًا جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم، وعادت بغداد بعد ما كانت آنس المدن كلها كأنها


(١) الكامل في التاريخ (١٢/ ٣٦٠).
(٢) هو محمد بن أحمد بن محمد بن علي بن أبي طالب المعروف بابن العلقمي البغدادي الرافضي وزير المستعصم، كان رافضيًا خبيثًا رديء الطوية على الإسلام وأهله، كان ذا حقد وغل على أهل السنة وقد فعل ما فعل بالإسلام وأهله ليحقق أهدافه ويبلغ غايته ولكن لقي جزاءه في الدنيا حيث أن التتار الذين ساعدهم أهانوه ثم مرض ومات غمًا وغبنًا، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى، وكان هلاكه سنة ٦٥٦ هـ. العبر (٣/ ٢٨٤) والبداية والنهاية (١٣/ ٢٠١، ٢٠٢).

<<  <   >  >>