للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جميع الأمور فما حكم به فهو الحق الذي يجب الانقياد له باطنًا وظاهرًا، ولهذا قال: "ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجًا مما قضيت ويسلموا تسليمًا" أي: إذا حكموك يطيعونك في بواطنهم فلا يجدون في أنفسهم حرجًا مما حكمت به، ويناقدون له في الظاهر والباطن فيسلمون لذلك تسليمًا كليًا من غير ممانعة ولا مدافعة ولا منازعة كما ورد في الحديث: "والذي نفسي بيده لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعًا لما جئت به" (١) (٢).

فتمام الانقياد وغايته أن تكون رغبة العبد وفق ما تضمنته كلمة (لا إله إلا الله) وتبعا لما جاء به رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

خامسًا: الصدق بقولها وبما دلت عليه، صدقًا ينبع من قلب منافيا للكذب، قال تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (٣٣)} (٣).

جاء عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "في قوله تعالى: {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ} أي: يقول: من جاء بـ لا إله إلا الله وصدق به" يعني رسوله (٤).


(١) هذا الحديث ذكره النووي رحمه الله تعالى في الأربعين النووية وهو الحديث الحادي والأربعون وقال: حديث حسن صحيح، رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح، وعقب ابن رجب رحمه الله تعالى على هذا القول بقوله: قلت: تصحيح هذا الحديث بعيد جدًا من وجوه، ثم قال بعد ذكر هذه الوجوه: وأما معنى الحديث من الأوامر والنواهي وغيرها فيحب ما أمر به ويكره ما نهى عنه، وقد ورد في القرآن بمثل هذا في غير موضع.
جامع العلوم والحكم (٣/ ٢٢٠).
(٢) تفسير ابن كثير (١/ ٥٢٠).
(٣) سورة الزمر آية (٣٣).
(٤) أخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره (٢٤/ ٣) والبيهقي في الأسماء والصفات (ص ١٣٥).

<<  <   >  >>