للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" (١).

وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده، ووالده والناس أجمعين" (٢).

وفيهما أيضًا عنه رضي الله عنه أن رجلًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - "متى الساعة؟ فقال: ما أعددت لها؟ قال: ما أعددت لها من كثير صلاة ولا صيام ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أنت مع من أحببت" (٣).

إلى غير ذلك من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة الدالة على أن المحبة نوع من أنواع العبادة التي يجب إخلاصها لله وحده دون سواه وقد تكلم ابن رجب رحمه الله تعالى عن هذا النوع من العبادة وبين أهميته وما يتعلق به من المسائل.

فقال رحمه الله تعالى في أهمية هذا النوع من العبادة: "فإذا تحقق القلب بالتوحيد التام، لم يبق فيه محبة لغير ما يحبه الله، ولا كراهة لغير ما يكرهه الله، ومن كان كذلك لم تنبعث جوارحه إلا بطاعة الله، وإنما تنشأ الذنوب من محبة ما يكرهه الله، أو كراهة ما يحبه الله، وذلك ينشأ من تقديم هوى النفس على محبة الله تعالى وخشيته، وذلك يقدح في كمال التوحيد الواجب فيقع العبد بسبب ذلك في التفريط في بعض


(١) تقدم تخريجه (ص ٣٣٢).
(٢) تقدم تخريجه (ص ٣٣٢).
(٣) أخرجه البخاري: كتاب الأدب، باب علامة الحب في الله (٧/ ١١٣) ومسلم: كتاب البر والصلة، باب المرء مع من يحب (٤/ ٢٠٣٢).

<<  <   >  >>