للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

السائرون على هدى المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، فأعمالهم كلها لله وأقوالهم لله، لا يريدون بذلك من الناس جزاء ولا شكورًا، وكذلك جميع أعمالهم وعبادتهم موافقة لما جاء في كتاب الله تعالى وسنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، وهؤلاء هم أهل الإخلاص والمتابعة للمعبود.

القسم الثاني: وهم من لا إخلاص لهم ولا متابعة، فأعمالهم ليست خالصة لله وليست موافقة لشرعه، كالذين يزينون أعمالهم للناس بما لم يشرعه الله ورسوله، وهؤلاء شرار الخلق وأمقتهم إلى الله عز وجلّ.

القسم الثالث: وهم الذين يخلصون أعمالهم لله تبارك وتعالى، لكنها على غير موافقة شرع الله تبارك وتعالى وهؤلاء كجهال العباد والمنتسبين إلى طريق الزهد والفقر كالذين يرون أن مواصلة صوم النهار بالليل قربة، وأن الخلوة التي يترك فيها الجمعة والجماعة قربة، فهؤلاء أعمالهم خالصة ولكنها غير موافقة لشرع الله، فهي مردودة عليهم لأن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصًا لوجهه وموافقًا لشرعه.

القسم الرابع: وهم الذين أعمالهم موافقة لشرع الله تبارك وتعالى لكنها لغيره كالذي يصلي ليقال، وكالذي يقاتل رياء وحمية وشجاعة فهؤلاء أعمالهم ظاهرها أعمال صالحة مأمور بها، لكنها غير صالحة لأنها غير خالصة لوجه الله تبارك وتعالى فلا تقبل.

هذه الأقسام الأربعة لخصتها من كتاب مدارج السالكين (١) لابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى.

والخلاصة في هذا كله أن العبادات كلها مدارها على الإخلاص والمتابعة، ومن لم يحقق هذا فليس عابدًا لله على الحقيقة وإن فعل ما فعل وقال ما قال.


(١) مدارج السالكين (١/ ٨٣).

<<  <   >  >>