للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إليهم، ومع ذلك فقد كان العلماء يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويصدعون بالحق بل كانت لهم مواقف في وجوه السلاطين جعلت هؤلاء السلاطين يخشون العلماء ويرهبون جانبهم، ومن ذلك موقف الظاهر بيبرس (١) من العز بن عبد السلام (٢) فقد كان يرهبه ويخضع لنصيحته ولذا لما مات العز بن عبد السلام رحمه الله قال الظاهر بيبرس: "ما استقر ملكي إلا الآن" (٣).

كما كان للإمام النووي وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمهم الله تعالى وغيرهم من العلماء مواقف مشرفة تدل على الجرأة والثبات في قول الحق.

وكان إلى جانب هؤلاء العلماء الأبطال الذين وقفوا في وجه الباطل غير عابئين بما يلاقونه في سبيل كلمة الحق نجد آخرين لهم مواقف مغايرة سببها الحاجة أو حب الدنيا، ومن ذلك ما ذكره السيوطي عن بعض هؤلاء العلماء حيث قال: "من غريب ما رأيت على كراريس من تسهيل الفوائد بخط الشيخ جمال الدين بن مالك صورة قصة رفعها الفقير إلى رحمة ربه محمد بن مالك يقبل الأرض ويهنئ السلطان أيد الله


(١) هو بيبرس العلائي البندقداري الصالحي، الملك الظاهر، كان شجاعًا يباشر الحروب بنفسه، وله الوقائع الهائلة مع التتار والإفرنج وله فتوحات عظيمة، توفي في دمشق سنة ٦٧٦ هـ.
البداية والنهاية (١٣/ ٢٦٠) والأعلام (٢/ ٧٩).
(٢) هو عبد العزيز بن عبد السلام بن أبي القاسم بن الحسن السلمي، الدمشقي عز الدين الملقب بسلطان العلماء. قال الذهبي: برع في الفقه والأصول والعربية ودرس وأفتى وصنف وبلغ رتبة الاجتهاد، توفي سنة ٦٦٠ هـ.
العبر (٣/ ٢٩٩) وطبقات الشافعية لابن هداية (٢٢٢).
(٣) انظر: حسن المحاضرة في تاريخ مصر والقاهرة (٢/ ٩٥) والعصر المماليكي في مصر والشام (ص ٣١).

<<  <   >  >>