للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولكن الرافضة ابتدعوا فيه بدعًا منكرة فهم يتخذون يوم عاشوراء من كل عام مأتمًا ونياحة وحزنًا منهم على قتل الحسين بن علي رضي الله عنه قال ابن رجب رحمه الله تعالى في بيان ذلك: "وأما اتخاذه مأتمًا كما تفعله الرافضة لأجل قتل الحسين بن علي رضي الله عنهما فيه، فهو عمل من ضلّ سعيه في الحياة الدنيا وهو يحسب أنه يحسن صنعًا، ولم يأمر الله ولا رسوله - صلى الله عليه وسلم - باتخاذ أيام مصائب الأنبياء وموتهم مأتمًا فكيف بمن هو دونهم (١).

ولا زال الرافضة إلى يومنا هذا يتخذون يوم عاشوراء مأتمًا يظهرون فيه الحزن والنياحة ويندبون الحسين رضي الله عنه فيلطمون الخدود ويضربون الصدور والظهور حتى تسيل الدماء، ورتبوا على هذه المنكرات الأجر والثواب وتكفير السيئات، وهذه البدعة قد نصّ على جوازها والترغيب فيها علماؤهم قديمًا وحديثًا (٢).

وفي مقابل هؤلاء الرافضة واتخاذهم يوم عاشوراء مأتمًا وحزنًا من يتخذ يوم عاشوراء عيدًا ويوم فرح وسرور وهم النواصب (٣) والجهال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد والكذب بالكذب والشر بالشر فوضعوا الآثار التي ترغب في الفرح والسرور وما يتبعها من مظاهر في يوم عاشوراء، فصاروا يتخذون يوم عاشوراء موسمًا كمواسم الأعياد والأفراح وقد سئل


(١) لطائف المعارف (ص ٥٣) وانظر الكلام على هذه البدعة في مجموع الفتاوى (٢٥/ ٣٠٧) ومنهاج السنة (٤/ ٥٥٤) وكتاب تحذير المسلمين عن الابتداع والبدع في الدين لأحمد آل طامي (ص ٢٨٠).
(٢) انظر: العقائد الشيعية لناصر الدين شاه (ص ١٣٥) ومقتل الحسين وفتاوى العلماء الأعلام في تشجيع الشعائر لمرتضى عياد (ص ١٢ - ٤٠).
(٣) النواصب: هم الذين يبغضون عليًا رضي الله عنه وأصحابه.
لسان العرب (١/ ٧٦٢) ومجموع الفتاوى (٢٥/ ٣٠١).

<<  <   >  >>