للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويجمع رسول على أرْسُل ورُسُل ورُسْل ورُسَلاء، وسمّوا الرسل بذلك لأنهم مبعوثون وموجّهون من قبل الله عزّ وجلّ لتبليغ الخلق أمر الله ووحيه (١).

ثانيًا: تعريف النبيّ والرسول شرعًا:

تعدّدت الأقوال في تعريف النبيّ والرسول والقول المشهور في تعريف النبيّ والرسول.

أن الرسول من أوحي إليه بشرع وأمر بتبليغه، والنبيّ من أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه (٢).

ولكن بعض أهل العلم يرى أن هذا التعريف الشائع تعريف فيه بعد، يقول العلامة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله تعالى: "وآية الحجّ تبيّن أن ما اشتهر على ألسنة أهل العلم من أن النبيّ هو من أوحى إليه وحي ولم يؤمر بتبليغه، وأن الرسول هو النبي الذي أوحي إليه وأمر بتبليغ ما أوحي إليه غير صحيح؛ لأن قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ} (٣)، يدل على أن كلًّا منهما مرسل، وأنهما مع ذلك بينهما تغاير، واستظهر بعضهم أن النبيّ الذي هو رسول أنزل إليه كتاب وشرع مستقلّ مع المعجزة التي ثبتت بها نبوّته، وأن النبيّ المرسل الذي هو غير الرسول هو من لم ينزل عليه كتاب وإنما أُوحي إليه أن يدعو الناس إلى شريعة رسول قبله، كأنبياء بني إسرائيل الذين كانوا يرسلون ويؤمرون بالعمل بما في التوراة؛ كما بيّنه تعالى بقوله: {يَحْكُمُ بِهَا


(١) الصحاح للجوهري (٤/ ١٧٠٩)، والمفردات للراغب الأصفهاني (ص ١٩٥)، ولسان العرب (١١/ ٢٨٣، ٢٨٤).
(٢) انظر: شرح العقيدة الطحاوية (ص ١٦٧)، ولوامع الأنوار البهية (١/ ٤٩).
(٣) سورة الحج، آية (٥٢).

<<  <   >  >>