للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومنها حديث حذيفة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في حديث الشفاعة الطويل وفيه قال: " ... فيأتون محمدًا صلى الله عليه وآله وسلم فيقوم ويؤذن له وترسل معه الأمانة والرحم، فيقومان جنبتي الصراط يمينًا وشمالًا فيمر أولكم كالبرق، قال: قلت: بأبي أنت وأمي أي شيء كمر البرق؟ قال: "ألم تروا إلى البرق كيف يمر ويرجع في طرفة عين ثم كمر الريح ثم كمر الطير وشد الرجال تجري بهم أعمالهم" ونبيكم - صلى الله عليه وسلم - قائم على الصراط يقول: "رب سلم سلم حتى تعجز أعمال العباد، حتى يجيء الرجل فلا يستطيع السير إلا زخفًا" قال: "وفي حافتي الصراط كلاليب مُعَلَّقَةٌ مأمورة بأخذ من أُمِرت بأخذه، فمخدوش ناج ومكدوس في النار" (١).

ومنها حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكر حديثًا طويلًا وفيه قال: "والصراط كحد السيف دحض مَزِلة، قال: فيقولون: انجو على قدر نوركم، فمنهم من يمر كانقضاض الكوكب، ومنهم من يمر كالطرف، ومنهم من يمر كالريح، ومنهم من يمر كأشد الرجال، ويرمل رملًا، فيمرون على قدر أعمالهم حتى يمر الذي نوره على إبهام قدميه تخرّ يد وتتعلق يد، وتخر رجل وتعلق رجل فتصيب جوانبه النار" (٢).

إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في ذكر الصراط وصفته وصفة المرور عليه، وما ذكرته من الأحاديث هو طرف من الأحاديث التي ذكرها الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى.

وهذا هو منهج أهل السنة والجماعة فهم عندما يعرضون للكلام عن


(١) أخرجه مسلم: كتاب الإيمان، باب أدنى أهل الجنة منزلة فيها (١/ ١٨٧).
(٢) أخرجه الحاكم (٢/ ٣٧٦) وقال: هذا حديث صحيح ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>