للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قاضي شهبة (١) والعليمي (٢) وابن العماد (٣) أن وفاته ليلة الاثنين رابع رمضان.

وذهب ابن حجر في الدرر الكامنة (٤) وابن ناصر الدين (٥) والسيوطي (٦) والشوكاني (٧) إلى أنه توفي في شهر رجب.

ويبدو لي أن القول الأول أرجح لأن القائلين به أكثر ولزيادة الوصف فيما ذكروا حيث حددوا تاريخ يوم وفاته، ولأن القائلين به أكثرهم من الحنابلة وهم أعرف وأعلم بشيوخ وعلماء مذهبهم من غيرهم، علمًا أن الاختلاف في تحديد الشهر فائدته ليست كبيرة ما داموا يتفقون على تحديد السنة، وقد توفي رحمه الله بأرض الحميرية ببستان كان استأجره، وصلي عليه من الغد، ودفن بمقبرة الباب الصغير بجوار قبر الشيخ أبي الفقيه الزاهد أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي ثم المقدسي الدمشقي المتوفى سنة ست وثمانين وأربعمائة (٨) والذي يرجع الفضل إليه في نشر مذهب الإمام أحمد بن حنبل بالقدس ودمشق رحمه الله تعالى.

وفي قصة وفاته ودفنه ما يشير إلى زهده وانتظاره للموت، قال ابن ناصر الدين: ولقد حدثني من حضر لحد ابن رجب أن الشيخ زين الدين ابن رجب جاءه قبل أن يموت بأيام فقال له: احفر لي هاهنا لحدًا،


(١) تاريخ ابن قاضي شهبة ورقة (١٤٠/ أ).
(٢) المنهج الأحمد ورقة (٤٧١).
(٣) شذرات الذهب (٦/ ٣٤٠).
(٤) الدرر الكامنة (٢/ ٤٢٨).
(٥) الرد الوافر (ص ١٠٧).
(٦) ذيل تذكرة الحفاظ (ص ٣٦٨).
(٧) البدر الطالع (١/ ٣٢٨).
(٨) انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء (١٩/ ٥١ - ٥٣).

<<  <   >  >>