للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

نالته وحصلت له ووجبت، وليس المراد بهذه الشفاعة الشفاعة في فصل القضاء فإن تلك عامة لكل أحد ولا الشفاعة في الخروج من النار ولابد، فإنه قد يقول ذلك ممن لا يدخل النار، وإنما المراد والله أعلم أنه يصير في عناية رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحيث تتحتم له شفاعته، فإن كان ممن يدخل النار بذنوبه شفع له بإخراجه منها أو في منعه من دخولها وإن لم يكن من أهل النار فيشفع له في دخوله الجنة بغير حساب أو في رفع درجته في الجنة" (١).

وقال رحمه الله تعالى أيضًا: " ... وأما الشفاعة التي اختص بها النبي - صلى الله عليه وسلم - من بين الأنبياء فليست هي الشفاعة في خروج العصاة من النار، فإن هذه الشفاعة شاركه فيها الأنبياء والمؤمنون أيضًا كما تواترت بذلك النصوص، إنما الشفاعة التي يختص بها دون الأنبياء أربعة أنواع:

١ - أحدها: شفاعته للخلق في فصل القضاء بينهم.

٢ - والثاني: شفاعته لأهل الجنة في دخول الجنة.

٣ - الثالث: شفاعته في أهل الكبائر من أهل النار، فقد قيل إن هذه يختص هو بها.

٤ - الرابع: كثرة من يشفع له من أمته، فإنه وفر شفاعته وأدخرها إلى يوم القيامة، وقد ورد التصريح بهذه الشفاعة. وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لكل نبي دعوة يدعو بها، فأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة" (٢).

وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "لكل نبي دعوة


(١) فتح الباري (٣/ ٣٦٩ - ٣٧٠).
(٢) صحيح البخاري: الدعوات (٧/ ١٤٥) وصحيح مسلم: كتاب الإيمان (١/ ١٨٩).

<<  <   >  >>