للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكذلك تفاوت عذاب عصاة الموحدين في النار بحسب أعمالهم، فليس عقوبة أهل الكبائر كعقوبة أصحاب الصغائر، وقد يخفف عن بعضهم العذاب بحسنات أخر له أو بما شاء الله من الأسباب. . . " (١).

وقال في هذا الباب أيضًا عن أنواع عذابهم: "ومن أنواع عذابهم الصهر قال الله تعالى: {فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (١٩) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (٢٠) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (٢١)} ... (٢).

ومن أنواع عذابهم سحبهم في النار على وجوههم قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (٤٧) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (٤٨)}. . . (٣).

ومنهم من يعذب بالصعود إلى أعلى النار ثم يهوي فيها كذلك أبدًا، ومنهم من يكلف صعود جبل في النار والتردي منه. . .

ومنهم من يدور في النار ويجر أمعاءه معه، وقد رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - عمرو بن لحي يجر قُصْبَه (٤) في النار. . . (٥).


(١) التخويف من النار (ص ١٨١، ١٨٢).
(٢) سورة الحج آية (١٩ - ٢١).
(٣) سورة القمر آية (٤٧، ٤٨).
(٤) قُصْبَه: بضم القاف الأمعاء، وقيل: هو ما كان أسفل البطن من الأمعاء. النهاية لابن الأثير (٤/ ٦٧).
(٥) أخرجه البخاري (٤/ ١٦٠) ومسلم (٤/ ٢١٩٢) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "رأيت عمرو بن عامر لحيي الخزاعي يجر قصبه في النار، وكان أول من سيب السوائب" والسوائب جمع سائبة وهي الناقة التي تترك فلا تحلب ولا تركب، ولا تمنع من ماء ولا مرعى، إما للآلهة وإما لأجل نذر أو شفاء من مرض. لسان العرب (١/ ٤٧٨).

<<  <   >  >>