للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال: ليس معه شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من بعد كما يسمعه من قرب: أنا الملك أنا الديان، لا ينبغي لأحد من أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه، حتى اللطمة، قال: قلنا: كيف وإنا إنما نأتي الله عزّ وجلّ عراة غرلًا بهمًا؟ قال: الحسنات والسيئات" (١).

فالرحلة في طلب الحديث سنة متبعة منذ ذلك العهد لأن الرحلات العلمية لها فوائد جمة في كسب العلم.

وقد كانت الرحلة لتلقي العلم ورواية الأحاديث من محدثيها في عهد التابعين أوسع منها في عهد الصحابة حتى أصبحت سمة بارزة لكثير من العلماء النابغين حيث هاجروا طلبًا في اللقاء بالمشاهير والاستفادة منهم.

والحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى عالم شهد له أهل زمانه بالنبوغ في أنواع عديدة من المعرفة لم يقتصر في طلب العلم على مدينة بغداد ولكنه رحل إلى مدن أخرى.

فقد كان والده يصطحبه معه في رحلات علمية يسمع ويسمعه من أفاضل العلماء في عصره قال ابن عبد الهادي (٢): "واشتغل بسماع


(١) أخرجه احمد (٣/ ٤٩٥) والحاكم (٢/ ٤٣٧) وصححه ووافقه الذهبي وأخرجه أيضًا البخاري في الأدب المفرد (٣٢٦) وذكره معلقًا في الصحيح (١/ ٢٧) وحسن إسناده الحافظ ابن حجر في فتح الباري (١/ ١٧٤) وقال المنذري في الترغيب والترهيب (١/ ٤٠٤) رواه أحمد بإسناد حسن.
(٢) يوسف بن الحسن بن عبد الهادي الدمشقي الصالحي المعروف بابن المبرد الشيخ العالم المصنف المحدث، له مؤلفات كثيرة منها: الجوهر المنضد في طبقات متأخري أصحاب أحمد، توفي سنة ٩٠٩ هـ.
الضوء اللامع (١٠/ ٣٠٨) وشذرات الذهب (٨/ ٤٣).

<<  <   >  >>