للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأسرته أسرة علم وفضل، سمع من أبيه وغيره ومن شيخ الإسلام ابن تيمية بل لازمه وأخذ عنه وأعجب به كثيرًا (١).

وقد برع رحمه الله تعالى في جميع العلوم يقول ابن رجب رحمه الله تعالى: تفنن في علوم الإسلام، وكان عارفًا بالتفسير لا يجارى فيه، وبأصول الدين وإليه فيهما المنتهى، والحديث ومعانيه وفقهه، ودقائق الاستنباط منه، لا يلحق في ذلك، وبالفقه وأصوله، وبالعربية، وله فيها اليد الطولى، وتعلم الكلام والنحو وغير ذلك وكان عالمًا بعلم السلوك وكلام أهل التصوف وإشاراتهم ودقائقهم، له في كل فن من هذه الفنون اليد الطولى (٢).

له مؤلفات كثيرة جدًا، وكلها مفيدة ونفيسة منها: "زاد المعاد في هدي خير العباد"، "وأعلام الموقعين عن رب العالمين"، "والصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة"، وكلها مطبوعة ما عدا الأخير منها فالمطبوع جزء منه، توفي رحمه الله سنة ٧٥١ هـ وله من العمر ستون سنة.

قال ابن كثير رحمه الله: "وفي ليلة الخميس ثالث عشر رجب وقت أذان العشاء توفي صاحبنا الشيخ الإمام العلامة شمس الدين محمد بن أبي بكر بن أيوب الزرعي إمام الجوزية وابن قيمها وصلي عليه بعد صلاة الظهر من الغد بالجامع الأموي، ودفن عند والدته بمقابر الباب الصغير رحمه الله. إلى أن قال: وكانت جنازته حافلة رحمه الله، شهدها القضاة والأعيان والصالحون من الخاصة والعامة، وتزاحم الناس على حمل نعشه" (٣).


(١) ترجمته في: ذيل طبقات الحنابلة (٢/ ٤٤٧) وذيل العبر للحسيني (١٥٥) والنجوم الزاهرة (١٠/ ٢٤٩) والدرر الكامنة (٣/ ٤٠٠) وشذرات الذهب (٦/ ١٦٨).
(٢) الذيل على طبقات الحنابلة (٢/ ٤٤٨).
(٣) البداية والنهاية (١٤/ ٢٣٤ - ٢٣٥).

<<  <   >  >>