للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بحلقة الثلاثاء والمدرسة الحنبلية" (١).

وقال ابن عبد الهادي: "ولي حلقة الثلاثاء بعد وفاة ابن قاضي الجبل في رجب إحدى وسبعين، ودرس بالحنبلية بعد وفاة ابن التقي، ثم أخذ منه" (٢).

كما أن الشيخ عز الدين ابن شيخ السلامية وقف درسًا وعين له الحافظ ابن رجب، قال النعيمي في معرض كلامه عن ابن شيخ السلامية: "ووقف درسًا بتربته بالصالحية وكتبًا، عين لذلك الشيخ زين الدين بن رجب رحمه الله تعالى" (٣).

ومعنى هذا أنه اشتغل بالتدريس وهو ابن خمس وثلاثين سنة، وقد تتلمذ على يديه خلق كثير من الحنابلة في وقته.

قال ابن حجي: "وتخرج به غالب أصحابنا الحنابلة بدمشق" (٤).

وكان رحمه الله واعظًا بليغًا مفوهًا، فكانت مواعظه مؤثرة في النفوس موقظة للقلوب، قال ابن ناصر الدين: كانت مجالس تذكيره للقلوب صادعة، وللناس عامة مباركة نافعة (٥).

وهو يقتدي في مسلكه الوعظي بأسلوب الإمام ابن الجوزي الذي كانت مواعظه تضم إلى جانب الآيات والأحاديث الأشعار الرقيقة التي تقع من النفس أحسن موقع ويخلطها بعبارات مسجوعة، فتكون مواعظه محببة


(١) المنهج الأحمد ورقة (٤٧١).
(٢) الجوهر المنضد (ص ٤٩).
(٣) الدارس في تاريخ المدارس (٢/ ٧٦).
(٤) إنباء الغمر (٣/ ١٧٦).
(٥) التبيان لبديعة البيان (ص ١٥٩).

<<  <   >  >>