"ثم الأزارقة بعد اجتماعها على البدع التي حكيناها عنهم بايعوا نافع بن الأزرق وسموه أمير المؤمنين، وانضم إليهم خوارج عمان واليمامة فصاروا أكثر من عشرين ألفا، واستولوا على الأهواز وما وراءها من أرض فارس وكرمان وجبوا خراجها". وفي "مقالات الإسلاميين" لأبي الحسن الأشعري ١/ ٨٨ "وكان سبب الاختلاف الذي أحدثه نافع أن امرأة من أهل اليمن عربية ترى رأي الخوارج تزوجت رجلا من الموالي على رأيها، فقال لها أهل بيتها: فضحتينا، فأنكرت ذلك. فلما أتى زوجها قالت له: إن أهل بيتي وبني عمي قد بلغهم أمري وقد عيروني وأنا خائفة أن أكره على تزويج بعضهم فاختر مني إحدى ثلاث خصال: إما أن تهاجر إلى عسكر نافع حتى تكون مع المسلمين في حوزهم ودارهم. وإما أن تخبأني حيث شئت، وإما أن تخلي سبيلي؛ فخلى سبيلها. ثم إن أهل بيتها استكرهوها فزوجوها ابن عم لها لم يكن على رأيها فكتب ممن بحضرتها إلى نافع بن الأزرق يسألونه عن ذلك. فقال رجل منهم: إنها لم يسعها ما صنعت ولا وسع زوجها ما صنع من قبل هجرتهما، لأنه كان ينبغي لهما أن يلحقا بنا، لأنا اليوم بمنزلة المهاجرين بالمدينة، ولا يسع أحدا من المسلمين التخلف عنا، كما لم يسع التخلف عنهم. فتابعه على قوله نافع بن الأزرق وأهل عسكره إلا نفرا يسيرا. وزعمت الأزارقة أن من أقام في دار الكفر فهو كافر لا يسعه إلا الخروج". وقال المبرد ص٣١ ج٣ ط مصطفى الحلبي ... جاء مولى لبني هاشم إلى نافع فقال له: إن أطفال المشركين في النار، وإن من خالفنا مشرك، فدماء هؤلاء الأطفال لنا حلال. قال له نافع: كفرت وأدللت بنفسك. قال له: إن لم آتك بهذا من كتاب الله فاقتلني - {وَقَالَ نُوحٌ رَبِّ لا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا، إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِرًا كَفَّارًا} - فهذا أمر الكافرين وأمر أطفالهم: فشهد نافع أنهم جميعا في النار، ورأى قتلهم: وقال: الدار دار كفر إلا من أظهر إيمانه، ولا يحل أكل ذبائحهم، ولا تناكحهم، ولا توارثهم: ومتى جاء منهم جاء فعلينا أن نمتحنه: وهم ككفار العرب لا نقبل منهم إلا الإسلام أو السيف، والقعد بمنزلتهم، والتقية لا تحل: فنفر جماعة من الخوارج عنه، منهم نجدة بن عامر، واحتج بقول الله عز وجل - {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} ":