للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١- الملكانية:

أصحاب ملكا الذي ظهر بأرض الروم واستولى عليها. ومعظم الروم ملكانية. قالوا: إن الكلمة اتحدت بجسد المسيح، وتدرعت بناسوته. ويعنون بالكلمة: أقنوم العلم، ويعنون بروح القدس أقنوم الحياة، ولا يسمون العلم قبل تدرعه ابنا، بل المسيح مع ما تدرع به ابن، فقال بعضهم إن الكلمة مازجت جسد المسيح، كما يمازج الخمر أو الماء اللبن.

وصرحت الملكانية بأن الجوهر غير الأقانيم، وذلك كالموصوف والصفة وعن هذا صرحوا بإثبات التثليث وأخبر عنهم القرآن {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ} ١. وقالت الملكانية: إن المسيح ناسوت٢ كلي، لا جزئي، وهو قديم أزلي، من قديم أزلي، وقد ولدت مريم عليها السلام إلها أزليا، والقتل والصلب وقع على الناسوت واللاهوت٣ معا. وأطلقوا لفظ الأبوة والبنوة على الله عز وجل وعلى المسيح لما وجدوا في الإنجيل حيث قال: إنك أنت الابن الوحيد، وحيث قال له شمعون الصفا إنك ابن الله حقا.

ولعل ذلك من مجاز اللغة، كما يقال لطلاب الدنيا: أبناء الدنيا، ولطلاب الآخرة: أبناء الآخرة، وقد قال المسيح عليه السلام للحواريين "أنا أقول لكم: أحبوا أعداءكم


١ المائدة آية ٧٣.
٢ الناسوت: كلمة سريانية الأصل ومعناها: طبيعة الإنسان. وقيل: أصلها الناس زيد في آخرها واو وتاء مثل ملكوت وجبروت.
٣ كلمة سريانية بمعنى الألوهية، وقيل أصله لاه بمعنى إله زيدت فيه الواو والتاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>