أصحاب إبراهيم بن يسار بن هانئ النظام١، قد طالع كثيرا من كتب الفلاسفة وخلط كلامهم بكلام المعتزلة، وانفرد عن أصحابه بمسائل:
١ توفي النظام سنة ٢٣١هـ، قال عبد القاهر البغدادي ص٧٩ عند الكلام على النظامية: "والمعتزلة يموهون على الأغمار بدينه، ويوهمون أنه كان نظاما للكلام المنثور، والشعر الموزون، وإنما كان ينظم الخرز في سوق البصرة، ولأجل ذلك قيل له النظام، وكان في زمان شبابه قد عاشر قوما من الثنوية، وقوما من السمنية القائلين بتكافؤ الأدلة، وخالط بعد كبره قوما من ملحدة الفلاسفة، ثم خالط هشام بن الحكم الرافضي، فأخذ عن هشام، وعن ملحدة الفلاسفة قوله بإبطال الجزء الذي لا يتجزأ، ثم بنى عليه قوله بالطفرة التي لم يسبق إليها وهم أحد قبله، وأخذ من الثنوية قوله بأن فاعل العدل لا يقدر على فعل الجور والكذب، وأخذ عن هشام بن الحطم أيضا قوله: بأن الألوان، والطعوم، والروائح، والأصوات أجسام، وبنى على هذه البدعة قوله بتداخل الأجسام".