للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدعها. إلا في أطفال مخالفيهم والمشركين فإنهم قالوا: هؤلاء كلهم في النار.

وكان حمزة من أصحاب الحسين بن الرقاد الذي خرج بسجستان من أهل أوق. وخالفه خلف الخارجي في القول بالقدر، واستحقاق الرئاسة، فبرئ كل واحد منهما عن صاحبه. وجوز حمزة إمامين في عصر واحد، ما لم تجتمع الكلمة، ولم تقهر الأعداء.

"د" الخلفية:

أصحاب خلف الخارجي؛ وهم من خوارج كرمان ومكران. خالفوا الحمزية في القول بالقدر، وأضافوا القدر خيره وشره إلى الله تعالى، وسلكوا في ذلك مسلك أهل السنة. وقالوا: الحمزية ناقضوا حيث قالوا: لو عذب الله العباد على أفعال قدرها عليهم، أو على ما لم يفعلوه كان ظالما. وقضوا بأن أطفال المشركين في النار، ولا عمل لهم ولا ترك، وهذا من أعجب ما يعتقد من التناقض.

"هـ" الأطرافية:

فرقة على مذهب حمزة في القول بالقدر. إلا أنهم عذروا أصحاب الأطراف في ترك ما لم يعرفوه من الشريعة إذا أتوا بما يعرف لزومه من طريق العقل. وأثبتوا واجبات عقلية كما قالت القدرية، ورئيسهم غالب بن شاذك من سجستان. وخالفهم عبد الله السديوري وتبرأ منهم.


= الكثيرة وكان في الأصل من العجاردة الحازمية ثم خالفهم في باب القدر والاستطاعة فقال فيهما بقول القدرية فأكفرته الخازمية في ذلك، ثم زعم مع ذلك أن أطفال المشركين في النار، فأكفرته القدرية في ذلك. ثم إنه والى القعدة من الخوارج مع قوله بتكفير من لا يوافقه على قتال مخالفيه من فرق هذه الأمة مع قوله بأنهم مشركون، وكان إذا قاتل قوما وهزمهم أمر بإحراق أموالهم وعقر دوابهم. وكان مع ذلك يقتل الأسراء من مخالفيهم".
"وكان ظهوره في أيام هارون الرشيد سنة تسع وسبعين ومائة. وبقي الناس في فتنته إلى أن مضى صدر من أيام خلافة المأمون. وأخيرا تمكنت جيوش المأمون من هزيمته، وقتل حمزة في آخر موقعة له مع جيوش الخليفة".
وفي "مقالات الإسلاميين" ص٩٤ ج١ "الحمزية أصحاب رجل يدعى حمزة، ثبتو على قول الميمونية بالقدر، وأنهم يرون قتال السلطان خاصة ومن رضي بحكمه. فأما من أنكره فلا يرون قتله إلا إذا أعان عليهم أو طعن في دينهم، أو صارعونا للسلطان، أو دليلا له. وحكى زرقان أن العجاردة أصحاب حمزة لا يرون قتل أهل القبلة ولا أخذ المال في السر حتى يبعث الحرب".
ولكن التاريخ يذكر أن حمزة كان سفاكا للدماء؛ وأنه أزهق آلاف الأرواح ظلما وعدوانا.

<<  <  ج: ص:  >  >>