وذلك النور في شخص يكون نبوة، وفي شخص يكون إمامة. وربما تتناسخ الإمامة فتصير نبوة. وقال بتناسخ الأرواح وقت الموت.
والغلاة على أصنافها كلهم متفقون على التناسخ والحلول. ولقد كان التناسخ مقالة لفرقة في كل ملة تلقوها من المجوس المزدكية، والهند البرهمية، ومن الفلاسفة، والصابئة ومذهبهم أن الله تعالى قائم بكل مكان، ناطق بكل لسان، ظاهر في كل شخص من أشخاص البشر، وذلك بمعنى الحلول.
وقد يكون الحلول بجزء، وقد يكون بكل. أما الحلول بجزء، فهو كإشراق الشمس في كوة، أو كإشراقها على البلور.
أما الحلول بكل فهو كظهور ملك بشخص، أو شيطان بحيوان.
ومراتب التناسخ أربع: النسخ، والمسخ, والفسخ، والرسخ. وسيأتي شرح ذلك عند ذكر فرقهم من المجوس على التفصيل. وأعلى المراتب مرتبة الملكية أو النبوة. وأسفل المراتب الشيطانية أو الجنية.
وهذا أبو كامل كان يقول بالتناسخ ظاهرا من غير تفصيل مذهبهم.
"جـ" العلبائية:
أصحاب العلباء بن ذراع الدوسي. وقال قوم: هو الأسدي. وكان يفضل عليا على النبي صلى الله عليه وسلم. وزعم أنه بعث محمدا؛ يعني عليا، وسماه إلها. وكان يقول بذم محمد صلى الله عليه وسلم، وزعم أنه بعث ليدعو إلى علي فدعا إلى نفسه. ويسمون هذه الفرقة الذمية.
ومنهم من قال بإلهيتهما جميعا، ويقدمون عليا في أحكام الإلهية، ويسمونهم العينية.
ومنهم من قال بإلهيتهما جميعا، ويفضلون محمدا في الإلهية، ويسمونهم الميمية.
ومنهم من قال بالإلهية لجملة أشخاص أصحاب الكساء: محمد، وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين. وقالوا خمستهم شيء واحد. والروح حالة فيهم بالسوية: لا فضل